هكذا انت ....
تختنق .. تخنقك " الغصة " .. ويقتلك " اليأس " ..
تتهالك كـ " ثور " أنهكه القتال .. و " الركض " .. ونزيف الدماء .. وتنهار على أول مقعد تلتقيه ...
العرق " البارد " يتفصد من جبينك " الحار " وشيء كـ " الدموع " .. كـ " الملح " يغرق الطريق الى
عينيك ...
تتأوه .. تنهمر منك زفرة حارة .. وتنهيدة حادة .. من اعماق سحيقة لصدر لا ينقصه " الزحام " ..
لا تدري ماذا تقول !! .. هي أيضاً غاضبة .. هي الاخرى تطالبك بأن ترحم نفسك ..
تعبت أنت من " الانفعال " و " المنطق " !!
تعبت .. وتعبت معك " الحقيقة " .. وها أنت ذا تنهار أخيراً .. وتعتصر وجهك " المرهق "..
ورأسك المتفجر بشيء كـ " الدوي " و كـ " الصراع " بين كفيك ..
وها هي ذي .. تتأملك بـ "خوف " .. و " قلق " .. و " ترقب " ....
تسألك .. ما بك ؟ .. هل أنت مريض ؟! .. هل حدث شيء ؟؟
يريحك قلقها .. ترتاح لهذه النبرة الجديدة ..
أنت فعلاً بحاجة الى " الحنان " .. والرقة .. وشيء من التعاطف والفهم ..
ولكن .. لا يبدو أن أحداً فهمك .. أو سيفهمك .. أو أن " ما " في هذه الارض يريد أن يفهمك ...
تجيب بذفرة حارة أخرى .. تشعر بها وكأنها تجولت في أنحاء جسدك .. بدءاً بـ " أعماقك "
السحيقة .. وأنتهاءاً بـ " كل " راسك قبل أن تخرج كـ " عاصفة " من فمك المتعب :
خـــلاص .. انــتــهــيــت ...
لا أظن أن " ثوراً " في هذه الدنيا يستطيع أن يصارع إلى الابد .. مثله أنا ...
وحيد .. لا أحد معي .. لا تكافؤ .. " المخرج " عايز كده .. و " الممثلون " عايزين كده ..
و "الجمهور " عايز كده .. و " النقاد " عايزين كده .. وحتى " الكومبارس " .. و " بائعوا التذاكر "
عايزين كده ..
انا وحدي " اللي مش عايز كده " .. انا وحدي .. امام المصارعين والرماح والاف المتفرجين ..
وليس معي غير .. " شيء ما " .. لا يحمل سلاحاً .. اسمه " الحق " ...
أنا وحدي الذي لا أتفق .. ولا افهم .. كيف يتفقون !!!
نعم .. يابدو أن عليّ أن ايأس .. ولا بد أن أستسلم .. فلا مكان في هذه الدنيا .. لمن يقول
" لا " !!..
تشعر بـ " حنان " عينيها ينهمر عليك .. شيء " ما " كالمطر .. يتساقط بداخلك ..
"اليأس " البارد يتوغل في كل أنحائك ..
ورغبة لا تقاوم .. تدفع بك إلى ذراعيها .. لتنهار لهما .. وبهما ....
تتناهى أمام ناظريك الاشياء .. يتناهى " التعب " .. ويوغل " الاسى " ..
وتنتشر بأعماقك متعة " اللا مبالاة " ..
لتكن الدنيا .. ما أراد لها أهلها أن تكون .. فمن أنت حتى تغيرها .. وتغيرهم .. ومن أنت حتى
تنتصب وحدك كـ " شجرة جميز " عتيقة .. أمام الشلال !!!
تغمض عينيك .. تنام فجأة باحضان حنانها كل الاشياء .. وتشعر بـ " خدر " حبها يتفاعل
بداخلك ..
فتتسامى أمام عينيك كل الاشياء .. وكل الاتجاهات .. و " تنام " !!
ويأتي الصباح .. وتصحو الدنيا .. ويصحو " الصراع " .. يتسلل الضوء الى اعماقك .. وتنهمر
" الفضيلة " .. وتكبر الاشياء ...
وكما كل مرة .. يستعيد الامل فيك نشوته ..
فتبتسم للحلبة وللمصارعة .. وللجمهور .. وتشحذ قرنيك .. وتواصل من جديد .. مشوار صراعك
مع الدنيا .. ومع الرذيلة .. ومع " الاوباش " ..
ويزداد بداخلك الاقتناع .. بأنك شيء آخر .. شيء مختلف .. غير "الاوباش " .. وغير " الرعاع "..
وغير " الضعاف " و " الجبناء " !!
هـذا هـو أنـــــــت
_______________