عندما تخاطب ظالماً ويجتمع معك في مجلس,
حذارأن تظهر تواضعك له أو تبدي له تقديراً واحتراما كبيراً...
لأنه قد يظن أنك خائف منه
أو أنك ضعيفا أمامه وسيزداد ظلمه وجبروته..
وعندما تبتلى بامرأة سليطة اللسان فتكون قريبة لك أو من أهلك ,
حذاري أن تحاورها في موضوع ما أوتطيل معها النقاش ,
حتى لا تصطدم معها في الرأي وتفتح عليك نافذة مدفعها الرشاش,
فتلقي من لسانها ما كنت تخشاه ولن تتفوه بغير القذائف والقنابل العنقودية ...
وعندما يجمعك الفصل الدراسي بتلميذ مغرور ومتكبر,
حذاري أن تسأله كثيراً عن تلك القاعدة أو ذاك النص ,
لأنه يخفي تحت رداء الغرور والتكبر جهله...
ولا يريدك أن تكتشف ذلك فهو يلقمك بالنهر والزجر
حتى لا تسأله في شيء أو حتى لاتعلم بجهله فتضحك عليه ..
وعندما تبتلى بأم أو أب أنانيان ويجهلان الأصول السليمة
في التربية الصحيحة وأهمية الشفقة والرحمة ,
فحذار أن تعاملهما بالمثل ,
أو أن تبدي لهم التأفف والكره لتلك التصرفات الحقيرة,
حتى لا تخسر أجر الصابرين وثواب البارين الطائعين لرب العالمين ..
وتلك منزلة تجعلك في الجنان مع الأنبياء والصالحين وأعلى من منزلة الملائكة أجمعين..
وعندما يكون أخوك الشقيق أكبرحاسداً لك وحاقداً عليك لأنك ذا خلق رفيع وذا صفات حميدة,
يتتبع عثراتك ويشوه صورتك عند القاصي والداني..
حذاري أن تذكر حسنك أمامه , أو أن تحصي نعم الله عليك في مجلسه ..
حتى لايموت قهراً أو تحرقه نارحسده وتصبر على مساوئه و تروى في محادثته ,
فلابد للخير الذي زرعته أمك فيه وروته بلبنها أن ينبت في قلبه يوماً ..
أذا كنت ذا شيمة وتحب تقديم العون للآخرين قبل ان يطلبوا منك ذلك ..
فحذاري من أن تكون كذلك مع اللئيم , فلابد أن تتروى قبل فعل ذلك ,,
فإنه سيجعل عونك المستحب له فريضة في كل حين وبدل أن يشكرك
سينكرها عليك بعد حين وسيقلبها إلى مذمة ترميك في الجحيم ...